كتُابنا

شاهد الكل

Articles by DanielParker

خَلَقَ اللهُ تُحْفَةً

عَلى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ مَعْرِفَةَ الْبَشَرِ لِلْمُخِّ وَالْأَعْصَابِ قَدْ حَقَّقَتْ تَقَدُّمًا كَبِيرًا فِي فَهْمِ كَيفِيَّةِ عَمَلِها. إِلَّا أَنَّ الْبَاحِثِينَ يَعْتَرِفُونَ بِأَنَّهم مَا يَزَالونَ فِي الْمَرَاحِلِ الْأُولَى مِنْ فَهْمِها. إِنَّهم يَفْهَمُونَ بُنْيَةَ الْمُخِّ وَبَعْضَ جَوَانِبِ وَظَائِفِهِ وَالْمَنَاطِقَ الَّتي تَسْتَجِيبُ لِلْبِيئَةِ وَتُنَشِّطُ حَوَاسَنا وَتُوَلِّدُ حَرَكَاتِنا وَتَحْتَوي عَوَاطِفَنا. لَكِنَّهم لَا يَزَالوا غَيرَ قَادِرين عَلى مَعْرِفَةِ كَيفَ تُسَاهِمُ كُلُّ هَذِهِ التَّفَاعُلاتِ فِي السُّلُوكِ وَالْإِدْرَاكِ…

قَبْرُ شِبنَا

أَرَادَ الشَّاعِرُ الْأَيْرلَندي دَبليو. بي. ييتس أَنْ يُدفَنَ تَحْتَ جَبَلِ بِن بُولبن ذُي الْقِمَّةِ الْمُسَطَّحَةِ الَّذي وَضَعَ اسْمَهُ عُنْوَانًا لِإِحْدَى قَصَائِدِهِ الْأَخِيرَةِ. الْبَيتُ الْأَخِيرُ مِنْ قَصِيدَتِهِ الشِّعْرِيَّةِ مَكْتُوبٌ عَلى شَاهِدِ قَبْرِهِ: "انْظُرْ بِعَينٍ بَارِدَةٍ /عَلى الْحَياةِ وَالْمَوتِ / فَارِسٌ خَياَّلٌ يَمُرُّ بِها!"

هُنَاكَ الْكَثيرُ مِنَ التَّخْمِينَاتِ عَمَّا يَعْنِيهِ ذَلِكَ الْبَيتُ الشِّعْرِيُّ. رُبَّما يَعْنِي اعْتِرَافَ الشَّاعِرِ بِوَاقِعِ وَحَقِيقَةِ كُلٍّ مِنَ الْحَيَاةِ وَالْمَوتِ.…

كُلُّ لَحْظَةٍ تُحتَسَبُ

عِنْدَمَا اصْطَدَمَتْ سَفِينَةُ تَايْتَانِيك بِجَبَلٍ جَلِيدِيٍّ فِي شَهْرِ أَبْرِيل عَامَ 1912، أَمَّنَ الْقَسُّ جُون هَارْبِر مَكَانًا لِابْنَتِهِ الَّتي كَانَتْ تَبْلُغُ مِنَ الْعُمْرِ سِتَّ سَنَواتٍ عَلى مَتْنِ أَحَّدِ قَوارِبِ النَّجَاةِ مَحْدُودَةِ الْعَدَدِ. وَأَعْطَى سُتْرَةَ النَّجَاةِ الْخَاصَّةِ بِهِ إِلى أَحَّدِ الرُّكَّابِ وَشَارَكَ بِالْإِنْجِيلِ مَعَ أَيِّ شَخْصٍ كَانَ يَسْتَمِعُ إِلَيهِ. وَعِنْدَمَا غَرِقَتْ السَّفِينَةُ وَكَانَ مِئَاتُ الْأَشْخَاصِ فِي الْمَاءِ يَنْتَظِرون إِنْقَاذًا غَيْرَ مُتوَقَعٍ، سَبِحَ…

عَطَاءُ قَلْبٍ كَبيرٍ

فِي نَادِي الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ الصَّيْفِيِّ (بَعْدَ الْمَدْرَسَةِ) تَخْدُمُ زَوْجَتي سُو مَرَّةً وَاحِدَةً أُسْبُوعِيًّا، وَكَانَ يُطْلَبُ مِنَ الْأَطْفَالِ التَّبَرُّعَ لِمُسَاعَدَةِ أَطْفَالِ أُوكْرَانِيا الَّتي تُمَزِّقُها الْحَرْبُ. بَعْدَ أُسْبَوعٍ وَاحِدٍ مِنْ إِخْبَارِ سُو لِحَفِيدَتِنا مَاجِي الَّتي تَبْلُغ مِنَ الْعُمرِ 11 عَامًا عَنْ مَشْرُوعِ التَّبَرُّعِ، جَاءَنا ظَرْفٌ بِالْبَريدِ مِنْها يَحْتَوي عَلى 3.45 دُولَار مَعَ مَلْحُوظَةٍ كُتِبَ فِيها: "هَذَا كُلُّ مَا أَمْلُكُهُ لِتَقْدِيمِهِ لِأَطْفَالِ أُوْكَرانيا.…

آلِهَةٌ مَنْزِلِيَّةٌ

كَانَ مُتَوسِطُ أَعْمَارِ الرِّجَالِ فِي مَجْمُوعَةِ دَرْسِ الْكِتَابِ يُقَارِبُ الثَّمَانِينَ عَامًا، لِذَلِكَ تَفَاجَأتُ عِنْدَمَا عَرَفْتُ أَنَّهم يُصَارِعُونَ مَعَ الشَّهوةِ. كَانَتْ لَا تَزَالُ الْمَعركَةُ الَّتي بَدَأَتْ فِي شَبَابِهم قَائِمَةً. لَقَدْ تَعَهَّدوا فِي كُلِّ يَومٍ بِاتِّبَاعِ يَسوع فِي تِلْكَ الْمَنْطِقَةِ وَطَلَبوا الْغُفْرَانَ عَلى اللَّحَظَاتِ الَّتي فَشِلوا فِيها.

قَدْ نَتَفَاجَأ حَين نَرَى رِجَالًا أَتْقِياءً لَا يَزَالون يُحَاربونَ ضِدَّ إِغْواءَاتِ الشَّهْوَةِ وَهُمْ فِي مَرَاحِلٍ مُتَأَخِّرَةٍ…

فَرَحٌ فِي الْعَطَاءِ

عِنْدَمَا كَانَ ابْنُ كِيري الصَّغيرُ تُجْرى لَهُ عَمَلِيَّةٌ جِراحِيَّةٌ أُخْرَى تَتَعَلَّقُ بِضُمُورِ الْعَضَلاتِ، أَرَادَتْ كِيري صَرْفَ ذِهْنِها عَنِ التَّفْكِيرِ فِي وَضْعِ أُسْرَتِها مِنْ خِلالِ الْقِيامِ بِشَيءٍ مَا لِخِدْمَةِ شَخْصٍ آخَرَ. فَقَامَتْ بِجَمْعِ أَحْذِيَةِ ابْنِها الَّتي ضَاقَتْ عَلَيهِ وَالَّتي لَمْ تَكُنْ قَدْ اسْتُخْدِمَتْ كَثِيرًا وَتَبَرَّعَتْ بِها لِإِحْدَى الْخَدَمَاتِ. عَطَاؤُهَا هَذا حَثَّ أَصْدقَاءَها وَأَفْرَادًا مِنْ عَائِلَتِها وَحَتَّى جِيرَانَها لِلانْضِمَامِ وَالتَّبَرُّعِ الَأَمْرُ الَّذي…

قَدِّمْ الشُّكْرَ للهِ

أَسْرَعَتْ صَدِيقتي وَهِي خَارِجَةً مِنْ عَمَلِها الْمُرْهِقِ فِي الْمُسْتَشفى وَأَخَذَتْ تُفَكِّرُ بِمَا سَتُعِدُّهُ لِطَعَامِ الْعَشَاءِ قَبْلَما يَعُودُ زَوجُها مِنْ وَظِيفَتِهِ الَّتي لَا تَقِلُّ صُعُوبَةً عَنْ عَمَلِها. كَانَتْ قَدْ أَعَدَّتْ دَجَاجًا يَومَ الْأَحَدِ وَقَدَّمَتْ مَا تَبَقَّى مِنَه فِي عَشَاءِ يَومِ الاثْنَينِ. ثُمَّ تَنَاوَلَا دَجَاجًا مَطهيًا بالفُرنِ يَومَ الثُّلاثَاءِ. وَالْآنَ وَجَدَتْ قِطْعَتَيِّ سَمَكٍ فِي الْمُجَمِّدِ (الْفِريزر) لَكِنَّها كَانَتْ تَعْلَمُ بِأَنَّ شَرَائِحَ السَّمَكِ…

مَحْبُوبٌ مِنَ اللهِ

تَبْدُو عَلامَةُ الْإِعْجَابِ الَّتي عَلى شَكْلِ إِبْهَامٍ مَرْفُوعٍ لِلْأَعْلى الْمُسْتَخْدَمَةُ فِي الْفِيسبوك وَكَأَنَّها كَانَتْ مَعَنَا دَائِمًا. لَكِنْ اتَّضَحَ بِأَنَّ هَذِهِ الْعَلَامَةَ الْافْتِرَاضِيَّةَ الَّتي تَعْنِي الْإِعْجَابَ وَالتَّأْكِيدَ وَالْمُوافَقَةَ مَوجُودَةٌ فَقَطْ مِنْذُ عَامِ 2009.

قَالَ جَاسْتن رُوزنشتاين المُصَمِمُ لِعَلامَةِ الْإِعْجَابِ وَالْمُوَافَقَةِ إِنَّهُ يُريدُ الْمُسَاعَدَةَ فِي خَلْقِ "عاَلَمٍ يَرْفَعُ (وَيَدْعَمُ وَيُشَجِّعُ فِيهُ) النَّاسُ بَعْضَهم بَعْضًا بَدَلًا مِنْ هَدْمِ بَعْضِهم الْبَعْض". لَكِنَّ روزنشتاين أَعْرَبَ عَنْ…

عَطْشَانٌ وَشَاكِرٌ

كُنْتُ أَنا وَصَدِيقَان لِي نَتَحَقَّقُ مِنْ قَائِمَةِ الْأَشْيَاءِ الَّتي نَحْتَاجُها أَثْنَاءَ رِحْلَةٍ لِلْسَيرِ فِي مُرْتَفَعَاتِ جِرَاند كَانيون. تَسَاءَلْنَا عِنْدَمَا بَدَأْنَا رِحْلَتَنا عَمَّا إِذَا كَانَ لَدَينا مَا يَكْفِي مِنَ الْمَاءِ، لَكِنْ سُرْعَانَ مَا نَفَذَ الْمَاءُ مِنَّا. لَمْ يَعُدْ لَدَيْنَا مَاءٌ عَلى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّه مَا تَزَالُ أَمَامُنا طَريقٌ طَويلَةٌ لِلْوُصولِ إِلى الْحَافَّةِ الْعُلْوِيَةِ. بَدَأَنَا فِي اللُهَاثِ المَمزُوجِ بِالصلَاةِ. ثُمَّ انْعَطَفْنَا عِنْدَ…

مُطَهَرٌ بِالْمَسيحِ

كَانَتْ رِحْلَتِي التَّبْشيرِيَّةِ الْأُوَلى الْقَصِيرَةِ هِي إِلى غَابَاتِ الْأَمَازُون فِي الْبَرازِيلِ لِلْمُسَاعَدَةِ فِي بِنَاءِ كَنِيسَةٍ عَلى ضِفَافِ النَّهْرِ. قُمْنَا بَعْدَ ظُهْرِ أَحَّدِ الْأَيَّامِ بِزِيَارَةِ وَاحِدٍ مِنَ الْمَنَازِلِ الْقَلِيلَةِ فِي الْمَنْطِقَةِ التي بِهَا مُرَشِّحُ مِيَاهٍ. عِنْدَمَا قَامَ مُضِيفُنَا بِسَكْبِ مِيَاهِ الْبِئْرِ الْعَكِرَةِ فِي الْجُزْءِ الْعُلوِيِّ مِنَ الْآلَةِ الْغَرِيبةِ (مُرَشِّحِ الْمِيَاهِ) أَزَالَتْ الْآلَةُ الشَّوَائِبَ فِي غُضُونِ دَقَائِقٍ وَأَصْبَحَتْ مِيَاهُ الشُّرُبِ نَظِيفَةً وَنَقِيَّةً.…